عندما يسيراللاوعي خطواتنا

رسالة إلى صديق لم يعد يكلم زوجته لأنها سافرت بسيارة أجرة دون إخباره، وتعرضت السيارة لحادث


عزيزي صديقي، يبقى الإنسان غالباً لغزاً لنفسه. كم مرة نجد أنفسنا نتساءل: “لماذا تصرفت هكذا؟” تسكن فينا قوى خفية توجه اختياراتنا دون أن تتدخل إرادتنا الواعية حقاً

كشف التحليل النفسي الحديث عن وجود هذا اللاوعي الذي يحكم سلوكياتنا دون علمنا. هذه الحقيقة ليست جديدة: فقد اعترف الرسول بولس بتواضع: “يدي لا تفعل الخير الذي أريد أن أفعله، وتفعل الشر الذي لا أريد أن أفعله”.

نتصرف غالباً بشكل آلي، مدفوعين بنوابض عميقة لا نسيطر عليها. هذه المرأة التي تأخذ سيارة أجرة دون إخبار، هذا الرجل الذي يتفاعل بالصمت… الكثير من أفعالنا اليومية تفلت من سيطرتنا العقلانية

ومع ذلك، في هذه الفوضى الظاهرة للروح البشرية، تعمل حكمة أعلى. كما علم المسيح: “لا تسقط شعرة من رؤوسكم دون إرادة أبيكم الذي في السماوات”. لا شيء يحدث بالصدفة، حتى ما يبدو لنا أكثر عفوية

ولا يصيبكم الا ما قدر الله لكم

أحياناً تجعلنا العناية الإلهية نمر بمحن صعبة ليس لمعاقبتنا، بل لتعليمنا الامتنان. عندما يحدث الحادث ولا تكون النتيجة مأساوية، ألا يجب أن نشكر بدلاً من أن نندم على ما كان مكتوباً ربما؟

في هذه اللحظات من التوتر، بدلاً من أن نضيع في اللوم، دعونا نتعلم أن نرى اليد الرحيمة التي حفظت الأساسي. لأن وراء كل محنة تختبئ غالباً درس من الحب والتقدير

مع كل حبي ومودتي